2021-10-24 16:49:30
س/ السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
هل يعني قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((وَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ))أن المرتد إذا أقيم عليه الحد يكون له كفاره ؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلا لأن الذنوب متفاوتة فما كان منها مخرج عن ملة الإسلام فإن الحد لا يطهر الكفر أبدا بل يقتل كافرا، بل ولا النار لا تطهره عياذا بالله ؛ ولهذا سيخلد فيها أبدا عياذا بالله ؛ لأن الله تعالى لا يغفر هذه الخطيئة إذا لقي العبدُ بها ربه ولم يتب ، ولهذا حرم الله عليهم الجنة وجعل مأواهم ومثواهم النار عياذا بالله.
قال الله تعالى:
(إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیبࣲ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا وَلَیۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ حَتَّىٰۤ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّی تُبۡتُ ٱلۡـَٔـٰنَ وَلَا ٱلَّذِینَ یَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیمࣰا) [سورة النساء 17 - 18].
وقال تعالى:
(لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِیحُ یَـٰبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّی وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِینَ مِنۡ أَنصَارࣲ) [سورة المائدة 72].
وقال تعالى:
(إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَغۡفِرُ أَن یُشۡرَكَ بِهِۦ وَیَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَ ٰلِكَ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰۤ إِثۡمًا عَظِیمًا) [سورة النساء 48].
وقال تعالى:
(وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن یُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥۤۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَیِّئَةࣰ وَأَحَـٰطَتۡ بِهِۦ خَطِیۤـَٔتُهُۥ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ) [سورة البقرة 80 - 81].
والأدلة الصحيحة يصدق بعضها بعضا ولا تتعارض أبدا ، فهذا الحديث مقامه مع الذنوب التي لا تنافي أصل الإيمان ، فليست هي من نواقض الإسلام ، ودلت الأدلة الأخرى على أنه لا كفارة للكفر والشرك والردة والنفاق والزندقة إلا التوبة النصوح في زمن المهلة حيث تقبل التوبة.
والله أعلم.
778 views13:49